من طرائف الحجاج الجزء 1

يحكى أن الحجاج بن يوسف الثقفي كان معتادا على تفقد أرجاء قصره كل ليلة ، وذات ليلة وبينما هو في طريقه ألى بيت المال سمع صوت ضحك يعلو المكان فتتبعه ليعرف مصدره وقادته قدماه الى روض قصره ليجد ثلاث غلمان في حال عربدة وسكر ، لم يستسغ الأمر فكيف لهؤلاء الفتية التجرأ على الإقدام على فعلهم هذا وفي قصر الحجاج ؟؟؟
فأمر جنده بإلقاء القبض عليهم وزجهم في السجن ليبث في أمرهم فيما بعد وقبل أن ينهي كلامه قاطعه أحدهم قائلا :
- أو لا تدري من نكون يا هذا ؟؟
فأجابه الحجاج لا والله فليزدني شرفكم شرفا ولأستزد من نسلكم ترفا ، هيا قدموا لي أنفسكم...
- فقال الأول :
أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره
وإن نزلت يوما فسوف تعود
ترى الناس أفواجا إلى ضوء ناره
فمنهم قيام حولها وقعود.
فتأخر عن قتله وقال: لعله من أشراف العرب
وقال الثالث:

وقال الثاني:

انا ابن من دنت الرقاب له
ما بين مخزومها وهاشمها
تأتيه بالرغم عنها وهي صاغرة
يأخذ من مالها ومن دمها .

فأمسك عن قتله، وقال: لعله من أقارب الأمير

وقال الثالث:

أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه
وقوّمها بالســــيف حتى استقامت
ركاباه لا تنفك رجلاه عنـــهما
إذا الخيل في يوم الكـــريهة ولّت
فترك قتله وقال: لعله من شجعان العرب

*******
فلما أصبح رفع أمرهم إلى الحجاج، فأحضرهم وكشف عن حالهم، فإذا الأول ابن حجام، والثاني ابن فوّال، والثالث ابن حائك
فتعجب الحجاج من فصاحتهم، وقال لجلسائه: علّموا أولادكم الأدب، فلولا فصاحتهم لضربت أعناقهم
ثم أطلقهم وأنشد:
كن ابن من شئت واكتسب أدبـا
يغنيـــك محـمـوده عن النسبِ
إن الفتى من يقـول هـاأنـذا
ليس الفتى من يقول كان أبي

» طرائف أدبية